يعتقد الكثير من الناس أن نشأة طفل موهوب أمر يولد به الطفل، ولكن ما يشكل الفرق في الحقيقة هو مدى الاجتهاد والممارسة، حيث يقول عالم النفس بنجامين بلوم: “إذا كان بإمكان شخص تعلم شيء، فيمكن لجميع الناس تعلمه إذا توفرت لهم بيئة تعليمية مناسبة”. لذلك إذا كنتِ تحاولين اكتشاف موهبة طفلك، فإن السر يكمن في توفير البيئة المناسبة التي تمكن طفلك من ممارسة أنشطة مختلفة واكتشاف شغفه.
فان تعريف الموهبة في قاموس كامبريدج: فهي القدرة على القيام بشيء جيد دون تعلمه، وهنا يقع الكثير من الآباء في الفخ، ويعتقدون ان الموهبة شيء فطري ولا يمكن تعلمها، ولكن الموهبة ليست فقط القدرات التي وُلدنا بها ولكن العمل الجاد والمثابرة هما ما يشكلان الفرق.
1.احرصي على تنمية اهتماماتهم
التعلم عن طريق التجربة ليس شيء خاص بالكبار فقط فالأطفال أيضًا يكتشفون مواهبهم عن طريق التجربة، لذلك قومي بمساعدة طفلك على الإبداع عن طريق توفير الألعاب المناسبة التي تشجع على الإبداع، فالطريقة الأنسب لاكتشاف موهبة طفلك هو تعريضه لنشاطات مختلفة مثل توفير أدوات الرسم والتلوين ، والألعاب الموسيقية .
2. كوني قدوة لهم
أنتِ القدوة الأولى لطفلك، والكثير من الأطفال الموهوبين لم يولدوا بهذه الموهبة ولكن اكتسبوها من أهاليهم، إذا كانت لك هواية كأن تحبي القراءة او تجيدين العزف، أو تبدعين في الرسم فأطفالك سيتبنون عاداتك ، فكوني القدوة الأولى لتنمية موهبة ما في طفلك عن طريق ممارستها أنتِ أولاً.
3.البدء في مرحلة مبكرة
تٌزرع بذور الموهبة عادة في وقت مبكر، ان البدء في رعاية موهبة طفلك في سن مبكر سيجعل طفلك واثقا من موهبته مما يسهل عليه الاشتراك في أنشطة وتجربة أشياء جديدة.
4. الممارسة تشكل الفرق
الموهبة أم الاجتهاد والمثابرة؟ سؤال طُرح بكثرة في علم النفس وناقشته العديد من الكتب والدراسات، بينما الموهبة عبارة عن شيء فطري لم يتم اكتسابه، والاجتهاد عبارة عن العمل والمثابرة في التعلم، وكما قال عالم النفس بنجامين بلوم بأن كل شيء يمكن تعلمه، فإن وضع عدد ساعات معينة لأي مهارة يؤدي إلى إجادتها كالعزف والرسم وجميع المهارات الرياضية كالسباحة وكرة القدم فما يشكل الفرق هو التدريب، وتخصيص ساعات معينة يومياً لممارستها، حتى موهبة الكتابة يمكن أن تكتسب عن طريق الكتابة بشكل يومي والقراءة المتواصلة.
5. دعي طفلك يجرب الشعور بالملل
ربما يكون الأمر غريبًا ولكن أحد أكبر العقبات لاكتشاف الموهبة هو الترفيه المفرط فيه، فعادة نحن كأمهات نتصرف بطريقة لاشعورية عندما يتسرب الملل لأحد أطفالنا فنعطيه الجهاز اللوحي ليلعب به قاتلين ذلك الشعور بسرعة، ولكن الملل هو ما يجعل طفلك يفكر في اختراع شيء جديد أو فكرة جديدة ويزيد ذكاء الطفل، فالانشغال الدائم لا يسمح للمخ بالتفكير، ولكن الملل وعدم فعل شيء يعطي المخ فرصة للخيال والإتيان بأشياء جديدة.
6. اختاري مدرسة تقدم تعليمًا جيدًا لطفلك
المدرسة تشكل جزء كبير من حياة طفلك ولها أهمية كبيرة في نجاحه، يختلف الآباء في اختياراتهم للمدرسة، فهنالك من يختار مدرسة لجودة التعليم وطريقة التدريس وهنالك من يختار مدرسة للبيئة الدراسية الممتازة والصحة والسلامة، ولكن إذا كنت ترغبين في تنمية موهبة طفلك، فإرسال طفلك إلى مدارس تهتم ليس فقط بالتفوق الأكاديمي، ولكن أيضا تهتم بتنمية مهارات طفلك عن طريق تعليم الموسيقى، الفن والمسرح وريادة الأعمال، مما يساعد بشكل كبير على تنمية موهبة طفلك، فالتعليم الشامل هو أفضل خيار لطفلك.
الأطفال ممتلئون بالإمكانيات ولكن فقط يحتاجون الى البيئة المناسبة والفرص المناسبة، ويقع علينا المسؤولية كأولياء أمور اكتشاف امكانياتهم ومواهبهم وتنميتها وتطويرها .