
في عالمنا اليوم، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثير من الأسر، حتى أن الأطفال في سنواتهم الأولى باتوا يتعرضون للشاشات لفترات طويلة بشكل غير مسبوق. ومع ذلك، تشير العديد من الأبحاث إلى أن هذا التعرض المفرط للشاشات قد يؤثر سلبًا على نمو الأطفال العقلي والجسدي والاجتماعي. بدلاً من ذلك، يمكن للألعاب الحسية التقليدية، مثل الألعاب الخشبية والأنشطة اليدوية، أن توفر بيئة أكثر صحية لتطور الطفل.
تشير الأبحاث إلى أن التعرض المفرط للشاشات في سنوات العمر الأولى يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على عدة جوانب من نمو الطفل:
1. تأخر في تطوير المهارات اللغوية والاجتماعية
أظهرت دراسة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات، خاصة في الأعوام الثلاثة الأولى من حياتهم، يعانون من تأخر في اكتساب المهارات اللغوية. التفاعل مع الشاشات هو تفاعل أحادي الاتجاه، ويحتاج الأطفال إلى تفاعل اجتماعي ثنائي كأفراد العائلة لتطوير مهاراتهم اللغوية.
2. مشكلات في التركيز والانتباه
أظهرت دراسة أخرى أجريت في جامعة تورنتو أن الأطفال الذين يتعرضون للشاشات لفترات طويلة هم أكثر عرضة لمشكلات في التركيز والانتباه في مراحل لاحقة من حياتهم. حيث إن التفاعل المستمر مع المحتوى الرقمي سريع وسهل التغير الذي هو مختلف بالطبع عن الحياة الواقعية.
3. تأثير على الصحة الجسدية
التعرض المطول للشاشات يرتبط بانخفاض النشاط البدني وزيادة مخاطر السمنة لدى الأطفال. كما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قد يؤثر على جودة نوم الأطفال، وهو أمر بالغ الأهمية لنموهم وتطورهم.
أهمية الألعاب الحسية في التطور المبكر
بدلاً من الاعتماد على الشاشات، يمكن للألعاب الحسية أن تكون بديلاً ممتازًا لتعزيز نمو الأطفال. الألعاب الحسية مثل الألعاب الخشبية أو الألوان بشرط أن تكون عالية الجودة ومناسبة للفئة العمرية لصغيرك فهي تعزز التفاعل والتعلم من خلال التجربة وتساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة وتحفيز حواسهم المختلفة.
1. تحفيز النمو العقلي والإبداعي
الألعاب الحسية مثل المكعبات الخشبية وألواح التشكيل تساعد الأطفال على تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي. على سبيل المثال، تشير دراسة أجرتها جامعة كامبريدج إلى أن الألعاب اليدوية تساهم في تحسين القدرات المعرفية لدى الأطفال مقارنةً بالألعاب الرقمية.
2. تطوير المهارات الحركية
اللعب بالألعاب الحسية يساعد الأطفال على تحسين التنسيق بين اليد والعين وتطوير المهارات الحركية الدقيقة. هذه المهارات ضرورية للأنشطة اليومية مثل الكتابة والرسم.
3. تعزيز الروابط العائلية
الألعاب الحسية تشجع التفاعل بين الطفل وأفراد عائلته. يمكن للوالدين مشاركة الطفل في الأنشطة الإبداعية مثل الرسم والبناء، مما يعزز التواصل ويخلق ذكريات دافئة تدوم مدى الحياة.
توصيات دومي للأباء
1. تقليل وقت الشاشة
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تعريض الأطفال دون سن 18 شهرًا للشاشات، باستثناء مكالمات الفيديو العائلية. بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا ثلاث سنوات فأكثر، يُفضل أن يقتصر وقت الشاشة على ساعة واحدة يوميًا مع محتوى عالي الجودة.
2. تشجيع الأنشطة الحسية
اختيار ألعاب حسية مناسبة لعمر الطفل يمكن أن يحفز التعلم بطريقة طبيعية وممتعة. على سبيل المثال، يمكن تقديم ألعاب خشبية بسيطة أو أدوات تلوين غير سامة لتعزيز التفاعل الحسي. حيث يمكنك تصفح متجرنا لاكتشاف الألعاب الأنسب لصغيرك.
3. التركيز على التفاعل الأسري
الوقت الذي يقضيه الطفل مع والديه وأفراد عائلته هو العامل الأكثر أهمية في نموه الصحي. سرد القصص، اللعب الجماعي هي أمثلة على أنشطة يمكن أن تعزز التفاعل الأسري.
المراجع:
American Academy of Pediatrics. (2016). "Media and Young Minds." Pediatrics, 138(5).
University of Toronto. (2019). "Screen Time and Attention Issues in Early Childhood."
Cambridge University Study. (2021). "The Role of Hands-On Play in Cognitive Development."